"أستيكو": توقعات بوصول المعروض الجديد في دبي إلى 30 ألف وحدة في 2022
استمرت حالة الانتعاش التي تشهدها سوق العقارات في دولة الإمارات بدرجات متفاوتة ضمن جميع فئات الأصول، بما في ذلك الأصول السكنية والمكاتب ومساحات التجزئة، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه خلال عام 2022.
وكشف "تقرير القطاع العقاري في الإمارات العربية المتحدة" للربع الأخير من عام 2021، الصادر عن شركة "استيكو" المتخصصة في مجال إدارة العقارات، عن ارتفاع كبير في النشاط والأسعار ضمن فئتي الفلل ومنازل "التاونهاوس" عقب الفترة الأولى من تفشي جائحة "كوفيد-19"، مع استمرار هذا الارتفاع منذ النصف الأول من عام 2020 لغاية الآن.
التوجه نحو الفلل
وفقا للتقرير، أدت إجراءات الإغلاق الشامل وانتشار ثقافة العمل من المنزل إلى توجه عدد من السكان نحو الفلل بحثاً عن المساحات الأكبر والمناطق الخارجية الخاصة التي توفرها.
إضافة إلى ذلك، أظهر التقرير أنه بالرغم من الأداء المتفاوت الذي سجله قطاع الشقق السكنية طيلة تلك الفترة، أظهرت المبيعات زيادة في الإقبال منذ بداية عام 2021، حيث حقق كل من النشاط والأسعار في معظم المجمعات ارتفاعا ملحوظا.
"إكسبو 2020"
لم تكن الاتجاهات التي شهدها عام 2021 مدفوعة حصرياً بتداعيات جائحة "كوفيد-19"؛ إذ أسهم معرض "إكسبو 2020 دبي"، الذي انطلق في أكتوبر من عام 2021، في دعم وتيرة تعافي السكان والشركات على حد سواء.
كما أدت المبادرات الرئيسة الأخرى التي تم الإعلان عنها على مدار العام مثل برامج التأشيرات الذهبية وتأشيرات التقاعد، وإصدار خطة دبي الحضرية 2040 (أبريل 2021)، والإطلاق والتنفيذ الناجح لبرامج التطعيم وتدابير احتواء تفشي الجائحة الاستراتيجية التي وضعتها الحكومات المحلية والاتحادية، إلى تحسين الأداء في السوق.
وأشار التقرير إلى ضرورة النظر في الاتجاهات الحالية المتعلقة بالظهور الدوري للسلالات الجديدة من فيروس كورونا، وكيفية تأثيرها على السوق من حيث القيمة والنشاط على المدى القصير إلى المتوسط.
سوق أبوظبي
أوضح التقرير أن سوق العقارات السكنية في أبوظبي شهدت تسليم نحو 7300 وحدة سكنية خلال عام 2021، تضم 7000 شقة و300 فيلا.
وتم تسليم معظم هذه الوحدات في شاطئ الراحة على جزيرة ياس.
فضلا عن ذلك، شهد عام 2021 إطلاق عدد من المشاريع الجديدة، بما في ذلك كل من "نويا فيفا" و"نويا لوما" و"ماغنوليا" في جزيرة ياس.
وفي حين كانت أسعار إيجار الشقق مستقرة نسبياً مع نهاية عام 2021، فقد سجلت انخفاضاً سنوياً هامشياً بنسبة تتراوح بين 1% إلى 4% في جميع أنحاء أبوظبي. وكان الانخفاض أكثر وضوحاً في المباني القديمة، حيث لم تكن الإيجارات متوافقة مع أسعار السوق.
التاونهاوس
واصلت الفلل ومنازل التاونهاوس تسجيل مستويات طلب قوية، لا سيما في مجمعات الفلل المطورة جيداً في السعديات وجزيرة ياس. وكنتيجة لذلك، سجلت أسعار إيجارات الفلل ارتفاعاً بنسبة 4% في المتوسط على مدار العام، بالرغم من تسجيل بعض المشاريع لارتفاع في الأسعار بواقع 15% تقريباً.
وشهدت سوق المكاتب حالة من الاستقرار النسبي خلال عام 2021، باستثناء مباني المكاتب الأقل جودة من غيرها، حيث انخفضت أسعار الإيجار بنسبة 3? في المتوسط.
وسجلت سوق البيع أداء قوياً خلال عام 2021، خاصّة في ما يتعلق بأسعار مبيعات الفلل، مدفوعة بالنقص الملحوظ في أعداد الفلل المكتملة عالية الجودة والمتاحة للبيع في السوق. وسجلت مبيعات الفلل نمواً سنوياً بواقع 14% في المتوسط، وكان هذا النمو مدفوعاً في المقام الأول بمشاريع الفلل القائمة في جزيرة السعديات وجزيرة ياس.
سوق دبي
شهد عام 2021 تسليم نحو 17 ألف وحدة سكنية تشمل 15 ألف شقة وألفي فيلا، حيث سجلت مجتمعات مثل قرية جميرا الدائرية و"أكويا أكسجين" الجزء الأكبر من عمليات الإنجاز. كما شهد قطاع العقارات التجارية تسليم حوالي 1.5 مليون قدم مربعة من المساحات المكتبية الجديدة.
وعلى النحو المتوقع، أسهم "إكسبو 2020" في زيادة الطلب على العقارات وارتفاع أسعار الإيجارات. كما ارتفعت أسعار إيجار الشقق والفيلات بنسبة 3% و4% على أساس ربع سنوي وبنسبة 10% و24% على أساس سنوي.
بالإضافة إلى ذلك، سجلت أسعار إيجار المكاتب أيضاً ارتفاعاً بنسبة 4% في المتوسط خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بالرغم من احتمالية تأثر صافي الإيجارات الفعلية بحوافز إضافية. وبقيت التغييرات السنوية في حالة انكماش عند نسبة 1%.
المبيعات
في قطاع المبيعات، واصلت أسعار بيع الشقق والفلل والمكاتب مسارها التصاعدي، حيث ارتفعت بمعدل 20% و40% و12% على التوالي خلال عام 2021.
وأسهمت زيادة مستويات المعروض والتكاليف الميسورة في فتح أبواب السوق أمام مجموعة أوسع من المستثمرين، كما يسرت زيادة عدد المستخدمين النهائيين والمشترين الجدد.
علاوة على ذلك، أشار التقرير إلى ارتفاع ملحوظ في طلبات الاستفسار مع تركيز خاص على العقارات عالية الجودة ذات الأسعار التنافسية، ولا سيما في قطاع الفلل.
توقعات مستقبلية
تقدر التوقعات المستقبلية لعام 2022 أن يبلغ المعروض الجديد نحو 30 ألف وحدة سكنية ومليوني قدم مربعة من المساحات المكتبية، لكن على غرار السنوات السابقة من المتوقع أن يتأخر تسليم بعض هذه الوحدات وتمديد مواعيد تسليمها في نهاية المطاف إلى عام 2023.
وفي ضوء التوقعات التي تشير إلى تسليم المزيد من الوحدات في عام 2022، ستزداد أهمية استبقاء المستأجرين، ومن المتوقع أيضاً أن ترتفع أسعار الإيجارات عبر جميع فئات الأصول الرئيسية بالنسبة للعقارات عالية الجودة، وإن كان ذلك بمعدل أقل. علاوة على ذلك، من المرجح أن تستمر حالة النمو التي تشهدها أسعار البيع، لكنها ستتراجع في عام 2022، بالتوازي مع زيادة المعروض وإطلاق المشاريع الجديدة.
الإمارات الشمالية
في السياق ذاته، واصلت الإمارات الأخرى مسارها التصاعدي، لا سيما في قطاع العقارات السكنية، حيث كانت ديناميكيات السوق في الإمارات الشمالية متوافقة نوعاً ما مع السنوات السابقة.
وبالرغم من التقلبات الهامشية في أسعار إيجارات الوحدات السكنية في الإمارات الشمالية ككل على مدار العام، سجل الربع الأخير معدلات نمو بلغت 2% في المتوسط، مقارنة بالربع الثالث من عام 2021.
مع ذلك، أظهرت التغييرات السنوية انخفاضاً بنسبة 1% حيث تركز الانتعاش خلال فترة نهاية العام.
كن أول شخص وأضف تعليق على هذا المقال الآن!